أحيت "الجبهة السيادية من أجل لبنان" في معراب الذكرى الثانية لانطلاقتها، في لقاء شارك فيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع في حضور أعضائها.
بدايةً، تحدّث عضو تكتل "الجمهورية القوية" النائب كميل شمعون الذي رأى أن "هذا النضال ليس بجديد علينا باعتبار أننا قمنا به في السابق في الجبهة اللبنانية، التي قدّمت آلاف الشهداء، وسنتابع في هذا الاتجاه رغم أننا تخطينا معضلات عديدة وأنجزنا الغالبية منها ولكن يبقى الكثير لإتمامه، وهذا الأمر لن ينجح إلا إذا كنا يداً واحدة في النضال لمواجهة هذا الاحتلال غير المباشر الذي نتعرض له".
وأكد أن "الجبهة" مستمرة وأبوابها مفتوحة أمام من يرغب بالانضمام إليها، لا سيما أن نضالها لمصلحة لبنان، مشدداً على أن "كثرة الجبهات تضعف الصفوف وكي لا يتمكن الفريق الآخر من الهيمنة على البلد، علينا أن نتوّحد ضمن جبهة واحدة لمواجهة الاستحقاقات الكبيرة".
بدوره، لفت عضو كتلة "تجدد" النائب أشرف ريفي إلى أنها "ليست المعركة الأولى التي نخوضها سوياً، فقد خضنا المعركة الانتخابية بكل اعتزاز و"على راس السطح" وخصوصاً في طرابلس حيث تحالفنا مع "القوات" في إطار وطني يدحض كل التشويه والافتراءات".
وأكد ريفي أن "الوطن نهائي لجميع أبنائه ونحن في طرابلس فوق كل الطوائف والمذهبيات والمناطق، رغم محاولة الفريق الآخر لشيطنة أهلها، واتهامه السنّي بالداعشية، والمسيحي بالعمالة والشيعي الحر بـ"شيعة السفارات" ولكن هذا المنطق سقط وأثبتنا أننا وطنيون، بينما هو جندي في جيش ولاية الفقيه أما "أنا" فضابط في الجمهورية اللبنانية التي ستصبح أكبر من جمهوريته".
وشدّد على أن "التغيير بدأ حتى في البيئة التي يسيطر عليها المشروع الإيراني، فأصواتنا العالية أعطت أملاً للناس وتفاؤلنا واقعي وليس وهمياً"، آملا أن "نصل إلى انتخاب رئيس جديد للجمهورية سيادي فيُسجل التاريخ الانكسار الأول للمشروع الآخر".
أما "رئيس القوات" فاستهل كلمته بإجابة من يتساءل عما حققته "الجبهة السيادية" في ظل استمرار التدهور الحاصل في البلد، قائلاً: "هذه التساؤلات ليست في محلّها إذ إن "الجبهة جزء من كل، جزء من معارضة وطنية شاملة تتجسّد في المجلس النيابي بنواة صلبة قوامها 31 نائباً، ويمكن أن تصل إلى نحو 60 نائباً. من هنا الأوضاع مستقرة على ما هي عليه اليوم".
ولفت إلى "وجود فروقات أيديولوجية مع الفريق الآخر ولكن خصومتنا ليست بسببها، بل مشكلتنا الرئيسية مع فريق الممانعة لأنه "واضع أنيابو بالبلد وبدو يحكمو وما بيعرف" والدليل الأبرز كان لديه رئيس للجمهورية وأكثريّة وزارية ونيابية في السنوات الأخيرة وفشل".
وإذ رأى جعجع أن "فريق الممانعة ممسك برقبة الشعب اللبناني والدولة واللبنانية حتى أوصله إلى الخراب والهلاك"، موضحاً أن "هذا المحور، مع انتهاء ولاية عون، يصر على التجديد لنفسه 6 سنوات آخرى من خلال الإتيان بمرشحه، ولكن كانت "المعارضة" في المرصاد وقامت بعمل جبار كي تمنع هذا التجديد ولو ان هذا الأمر لم يكن سهلاً".
وأردف: "وصل بهم الأمر ليكونوا "شيعة سفارات" من خلال التواطؤ مع البعض في الحكومة الفرنسية في محاولة لتمرير مرشحهم حتى وصل الأمر إلى تدخل فرنسا من جهة، وإيران من جهة أخرى، والضغط على القوى الإقليمية الأخرى في هذا السياق".
كما شدد جعجع على أنه "علينا دائما أن نتذكر من نواجه وما هي موازين القوى وحقيقة الوضع ليس للتوقّف عند حد معيّن بل لتصويب الخطوات وتحقيق النجاح في المواجهة. ففي وقت من الأوقات، كثر من السياديين فضلوا البقاء "على جنب" وكثر من أصدقائنا السابقين كانوا مع الفريق الآخر، فاستمرّينا، إلى فترة معينة، في المواجهة الفعلية بمفردنا"، مؤكداً " أننا سنتابع حتى النهاية ليعيش اللبنانيون أحراراً بكرامة في بلدهم".